سبتمبر نت
بالعلم تبنى الأوطان, بهذه العبارة تستقبلك مدارس محافظة مأرب, رسالة تعبر عن قيمة التعليم لدى ابناء المحافظة بعد أن عانت لعقود من التجهيل المتعمد من قبل النظام السابق.
وكما احتضنت محافظة مأرب مئات الآلاف من النازحين من كل المحافظات, هاهي تفتح مدارسها لعشرات الالاف من أبنائهم, بالرغم من الفارق المهول والقدرة الاستيعابية لمدراس المحافظة, إلا أنها استقبلت هذا العام أكثر من ثمانون الف طالب وطالبة وهو رقم مهول بالنسبة لمدينة كان تعداد سكانها لا يتجاوز 32 ألف نسمة.
يقول الأستاذ عبد العزيز الباكري نائب مدير مكتب التربية والتعليم بالمحافظة,لـ”سبتمبر نت” استقبلنا هذا العام ثمانون الف طالب وطالبة في المرحلتين الأساسية والثانوية موزعين على 492 مدرسة, وبنسبة حضور ممتازة في الأيام الأولى للدوام الرسمي, وما زالت معظم المدارس تستقبل المزيد من الطلاب.
وأضاف” نحن في المحافظة نظراً لأعداد النازحين الوافدين للمحافظة وصلت نسبة الزيادة في أعداد الطلاب بنسبة 114% عن العام الماضي من النازحين الذين نزحوا للمحافظة نتيجة لما تمر به البلاد جراء انقلاب المليشيا الحوثية والتي أجبرت المواطنين من النزوح إلى محافظة مأرب.
وتابع “الحمدلله” وبتوجيهات من القيادة السياسية ممثلة برئيس الجمهورية المشير الركن عبده ربه منصور هادي وقيادة السلطة المحلية ممثلة باللواء سلطان العرادة, تم استيعاب الطلاب, وتجاوزنا المشاكل والعراقيل التي مثلت حجر عثرة في معظم المحافظات من صرف المرتبات للمعلمين وتوفير الكتاب المدرسي للفصل الأول.
وأكد الباكري أن مرتبات المعلمين تصرف شهريا وهذه من المحافظات الاستثنائية التي تسلم لها مرتبات شهرية وهي محطة مضيئة تحسب لقيادة السلطة المحلية ممثلة بمحافظ المحافظة.
ومثل عدم توفر الكتاب المدرسي أهم المعوقات التي تعاني منها محافظة مأرب بصفة خاصة واليمن بصفة عامة, بسبب تعطيل المليشيا الانقلابية لمطابع الكتاب المدرسي والتعديلات التي ادخلتها المليشيا على الكتب أدى إلى انقطاع الكتاب عن اغلب المحافظات.
جهود ذاتية
وقال نائب مدير مكتب التربية والتعليم في المحافظة,في الفصل الدراسي الأول وبجهود شخصية من مكتب التربية وبالتعاون مع السلطة المحلية تم مواجهة العجز بطباعة 24الف كتاب مدرسي في مطابع خاصة وبتمويل من شركة صافر وشركة الغاز بتكلفة 14مليون ريال.
ونحن في الفصل الدراسي الثاني نبحث عن تمويل وعن طريقة لتوفير الكتاب المدرسي, ووعدنا من قبل السلطة المحلية في المحافظة وشركة النفط والغاز بأن يساهموا ونشكر لهم مساهمتهم وجهودهم المبذولة في حل مشاكل التعليم بالمحافظة.
رؤية طموحة
وتسعى معلمات محافظة مأرب للنهوض بالتعليم والوصول إلى مستويات تعليمية راقية خلال العام الجديد, ووضعن رؤى مستقبلية للوصول بالطالبات إلي مستوى عالي من التعليم بالرغم من وجود بعض المعوقات, وبهذا الصدد تحدثت الأستاذة نبيلة الحماطي, مديرة مدرسة الشهيد محمد هائل “بنات” للتعليم الأساسي, قائلة: رؤيتنا لهذا العام الدراسي الوصول بالطالبات إلى مستوى أعلى من مستويات لنجاح والرقي ان شاء الله.
وأضافت” بالرغم من الصعوبات والمعوقات ونظراً للظروف المحيطة بالجمهورية اليمنية بشكل عام الا إننا نكافح لاستمرار العملية والتعليمية, وحاولنا استيعاب أكثر عدد من النازحات إلا أننا واجهنا بعض الصعوبات منها قلة الفصول المدرسية عدم وصول الكتاب المدرسي في الوقت المحدد وقلة الكادر المؤهل في التعامل مع النازحين.
حل بعض المشكلات
وأضافت الحماطي ” قمنا بحل بعض المشكلات منها طباعة الكتاب المدرسي في بعض مطابع المحافظة الخاصة والتعاون مع الإدارات المدرسية في ذلك, وكذلك عملنا ملخصات من قبل المدرسات وعمل تعاقد مع مدرسات مؤهلات من النازحات.
وتابعت: تجاوزنا المعوقات التي واجهتنا إلا أنه ما زالت لدينا مشكلة الازدحام في الفصول المدرسية, وعملنا مقترح في بداية العام باستحداث هناجر مدرسية, كفصول مؤقتة, وان شاء الله تصل في اقرب وقت.
نقلة نوعية في جودة التعليم
التعليم في مأرب أصبح له مزاج آخر فقد انسجم النازحين مع السكان المحليين من ابناء مأرب التاريخ, وهذا الانسجام ولد لدى الطلاب دافع قوي للتعلم والدراسة وتنافس الطلاب وازدحمت المدارس في ظل هدوء وانسجام تام .
يقول الأستاذ /عبد الكريم العقبى لقد انتقل التعليم في محافظة مأرب نقلة نوعية في جودة التعليم وتوفر الكادر التعليمي بشكل متميز وتوفر الكتاب المدرسي بنسبة كبيرة مع توسع في المدارس, بشكل أفقي ورأسي مما جعل التعليم في محافظة مأرب يقفز قفزة نوعية.
وأضاف أصبح التعليم في مأرب له معنى حقيقي وذلك للأسباب التالية : ازدياد عدد الطلاب مع زيادة عدد النازحين ذو الذكاء الممتازين على مستوى المحافظات, وأصبحت البيئة التعليمية تمثل كل أطياف اليمن ونلاحظ الطلاب في مدارس المحافظة مستواهم مرتفع ما بين ممتاز ومتوسط ونسبة قليلة من الضعاف وهذا ما جعل التعليم يتميز,كذلك الطلاب الوافدين على مأرب جعل لتعليم بنتقل نقلة نوعية بنسبة 80-90%.
وعبر عم شكره لمكتب التربية والتعليم في محافظة مأرب الذي يولي التعليم اهتمام كبير وذلك من حيث المخرجات ونلاحظ مخرجات الثانوية العامة والأساسية أن هناك تنافس شديد بين أبنائنا الطلاب في كل المستويات التعليمية وطلب العلم والقضاء على ظاهرة الغش جعل التعليم ذا أهمية كبرى جدا.
مأرب نموذج لليمن
الأستاذ عثمان شائع يتحدث عن الفرق بين التعليم بالأمس واليوم, فقال: بعد أن كانت مأرب قبل سنوات قليلة محافظة يتفشى فيها الغش والتزوير والشهادات المزورة أصبحت خلال العاميين الماضية محافظة نموذج لكل محافظات الجمهورية, بعد أن أصبح التعليم فيها ذا قيمة وأصبحت الشهادة العامة لها قيمة ولها معنى أساسي عند الطلاب.
وأضاف” الملاحظ في أبنائنا الطلاب التساهل الذي كان يحدث أثناء الغش في الماضي انتهى, الاعتماد على الغش والرشوة انتهى في هذه المحافظة, أصبح الطالب يعتمد اعتماد كلي على جهده الذاتي, أصبح الطالب يحرص على التعليم أصبح يحرص على المادة أن العلمية حتى انه يأخذ العلم فعلا. وهذا هو السبب الحقيقي لانتقال التعليم في مأرب.
وأشار إلى أن هناك إشكال بسيط وهو أن المرافق التعليمية أصبحت مزدحمة جدا وذلك لازدياد نسبة الطلاب النازحين 300% مع توسع نسبي في المباني الحكومية والمدارس الخاصة وهذا يسبب ازدحام وكثافة طلابية شديدة جداً.
وتطرق إلى أن بعض المدارس أغلقت أبوابها من الأسبوع الأول للفصل الدراسي بسبب اكتمال العدد من الطلاب, بينما هناك إشكالية طفيفة في الكتاب المدرسي ما زلنا منتظرين وصول الكتاب المدرسي للفصل الثاني بينما الفصل الأول توفر بجهود خيرين وجهود السلطة المحلية ومكتب التربية في المحافظة.
بادرة ايجابية
استجابت السلطة المحلية ومكتب التربية وبعض رجال الأعمال في المحافظة لنداء التعليم ووفروا تكاليف طباعة الكتاب المدرسي وننتظر وصوله وهذه بادرة ايجابية بأن يقوم رجال أعمال بمساندة التربية والتعليم ومشكورين على جهودهم واستجابتهم للتعليم.
وتابع” الملاحظ في مأرب أن التعليم بفضل الله ثم بجهود بعض الناس الخيرين والطيبين من قيادة التربية والتعليم أنه انتقل نقلة نوعية يحسد علية في باقي المحافظات .
الخلفية التعليمية للطلاب
رأفت المخلافي أستاذ اللغة الانجليزية في إحدى مدارس المحافظة يقول وجدنا عند الطلاب رغبة في التعلم والدراسة ولكن واجهنا بعض الإشكاليات التي يعاني منها طلاب المحافظة وهي انعدام الأساسيات عند بعض الطلاب, بسبب عدم وجود مدرسين في المحافظة قبل سنوات, فكان الطالب لا يدرس بعض المواد والآن نقوم بمراجعة بعض الأساسيات للطلاب ووجدنا رغبة شديدة عند الطلاب للتعلم مما سهل علينا التعامل معهم.
تعليم متميز وكادر متمكن
وعندما استطلعنا أراء الطلاب في المدارس كانت إجاباتهم متقاربة ومشكلتهم واحدة تعليم متميز مع انتظار وصول الكتاب المدرسي, وقالت الطالبة” هيفاء احمد ” التعليم ممتاز جدا والمنهج الدراسي متوفر لكن في بعض الكتب ناقصة والمدرسين يقوموا بدورهم تجاه الطلاب, والتدريس تمام بشكل ايجابي ولا يوجد أي تقصير تجاه الطلاب, المدرسين غير مقصرين في إيصال المعلومة فهم أهل كفاءة ومهنية عالية.
أما الطالبة “بسملة “: إحدى نازحات محافظة صنعاء إلى مأرب قالت: أول ما نزحنا إلى مأرب كان تعامل المعلمين معنا صعب للغاية, فقد كنا في الفصل أكثر من سبعين طالبة كنا نعاني معاناة كبيرة في مأرب, بعدها توفرت مدارس خاصة بكادر تربوي مؤهل, من النازحين كادر ممتاز ومدرسين متخصصين في مجالاتهم .
وأضافت “وفروا لنا تعليم ممتاز وان شاء الله مع السنوات يتم توفير المتطلبات التي نحتاجها والتي كنا نعيش فيها وان شاء الله نكون يد واحدة ونبني اليمن ونبني المدارس الخاصة والحكومية ونعمر ما هدمته المليشيا الانقلابية وأفضل بكثير إن شاء الله.
ومثل انعدام الكتاب المدرسي وازدحام الطلاب إحدى الصعوبات التي يلاقيها طلاب المدارس الحكومية وفي هذا الصدد تقول الطالبة “سمية على”: دخل علينا الفصل الدراسي الثاني وما زالت الكتب غير متوفرة ونحن نريد نتعلم , وندرس الحصص كلها ندرسها لكن الكتب غير موجودة, لأن الكتاب مهم حتى نتمكن من الفهم والمذاكرة.
وتنتظر مدراس المحافظة وصول الكتاب المدرسي خلال الأيام القادمة بعد جهود من السلطة المحلية بالمحافظة ومكتب التربية وجهود رجال أعمال خيرين قاموا بمساندة طلاب المدارس وأجيال المستقبل.
انضباط مدرسي وكفاءة إدارة
ويتحدث “عبد الوهاب محمد ” احد أولياء الأمور عن التعليم في مأرب فيقول :انتقل التعليم في مأرب الى مستوى غير متوقع إلى مستوى جيد جدا سواء في المدارس الحكومية او الخاصة وكانت للمدارس دور كبير في استيعاب عدد كبير من الطلاب والطالبات النازحين وبرغم السرعة في الإعداد إلا أن التعليم الحمدلله لا باس به, الكوادر جيدة واغلبهم ذوي كفاءات واغلبهم بكالوريوس وماجستير وكان لهم دور في الانتقال بالتعليم إلى مستوى جيد ,
وأضاف “نلاحظ التعليم الجيد في المدارس من الظاهر من خلال الانضباط والإدارة والكادر المتميز واذا كانت هناك معوقات فهي خارج إرادة المدارس والتربية ونتيجة طبيعية للحالة التي تعيشها البلد جراء الانقلاب, مثل مشكلة الكتاب المدرسي نقص الكتاب المدرسي بسبب التغيرات التي أدخلتها المليشيا في الكتب المدرسية والتعديلات عليها,
وأكد أن المناهج في اليمن مناهج جيدة من بعد ثورة 26 سبتمبر كانت هناك مناهج وطنية ربت جيل متعلم واعي وطني وألغت كل السلبيات التي كانت موجودة قبل الثورة, وكان لإدارة المدرسة دور كببر في متابعة أولياء الأمور مما جعل المدارس تخرج جيل متعلم متمكن.
وقال: بالرغم من انشغال أولياء الأمور إلا أننا نلاحظ متابعة الآباء واهتمامهم بتعليم أولادهم كبير,ونجد التميز عند الطلاب بشكل غير متوقع والالتزام بالدراسة ورغبة الطلاب للدراسة زادت أكثر مما كنا نتوقع وفي السنوات القادمة نتمنى ان يتطور التعليم أكثر.
جيل واعي
وتقوم إدارة المدارس بكتابة الإرشادات التعليمية والتربوية والهدف من المدارس والتعليم في المدرسة على جدران المدرسة حتى تتكون لدى الطلاب والمدرسين رؤية واضحة تمكنهم من أداء رسالتهم بأمانة وإخلاص مع غرس هذه القيم لدى الطلاب والجيل القادم, كما تقوم بكتابة نصائح وإرشادات وقيم لدى الطلاب يمارسوها ويتمثلوها في حياتهم اليومية.