تعاني محافظة تعز من حصار مطبق منذ حوالي ثلاث سنوات، إلا إن الحصار المشدد الذي شهدته منطقة الحيمة منذ 19 ديسمبر الماضي كان الأشد، وذلك من خلال القصف المكثف بالأسلحة الثقيلة الذي استهدف منازل المدنيين ، والمنشآت الصحية والتعليمية في المنطقة، فضلا عن انتشار قناصة للحوثيين قاموا بقتل ما يزيد عن (18) مواطنا من أبناء المنطقة وجرحوا العشرات بحسب تقارير حقوقية.
وفي تقرير لموقع الجيش الوطني 26 سيتمبر اشار الي انه منذ عدة أسابيع، تفرض مليشيا الحوثي حصارا خانقا على قرى الحيمة في محافظة تعز، أدى إلى نزوح مئات الأسر منها بفعل القصف العشوائي والحصار المشدد المتمثل بمنع دخول المساعدات الإنسانية للمنطقة المحاصرة، حيث تعاني منطقة الحيمة من وضع إنساني كارثي في ظل عدم توافر الغذاء والمأوى والمستلزمات الطبية اللازمة للبقاء على قيد الحياة.
نزوح جماعي
ومنذ بدء الحملة الشرسة من قبل المليشيا الحوثية على المدنيين في قرى الحيمة، ولا سيما قرى الشقب والأكَمَه والعكد ودار الجلال والحجر، شهدت المنطقة نزوحاً جماعياً وتهجيراً قسرياً لحوالي 350 أسرة معظم أفرادها من النساء والأطفال وكبار السن يسكنون الآن في خيام مهترئة في القرى المجاورة ويعانون ظروفا قاسية، في ظل منع مليشيا الحوثي وصول المساعدات اللازمة لهم من قبل المنظمات الإنسانية، خاصة وأن غالبية سكان منطقة الحيمة هم من الأسر الفقيرة التي تعمل في الزراعة ورعي الأغنام.
كما قامت مليشيا الحوثي بزراعة ألغام في الجبال والطرقات المحيطة بالمنطقة، لتمنع دخول وخروج أي مواطن، كما قامت المليشيا بمنع إدخال المواد الغذائية، وأعادوا سيارات كانت محملة بمواد غذائية، ولا شك أن ذلك يخالف بشكل واضح وصريح القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف الأربع.
وفي 28 ديسمبر الماضي قصفت المليشيا قرية شعب عزلة الحميمة بشكل مروع أدى إلى نزوح جميع سكان القرية البالغ عددهم قرابة 500 شخص، وقد توزعوا إلى عدد من أماكن النزوح من بينها منطقة الحوبان وقرى مجاورة في الحيمة.
وبحسب شهود عيان من أبناء المنطقة تحدثوا إليها، وقالوا:” إن الحوثيين قاموا بالتسلل إلى قرية شرف في الحيمة العليا وفجروا منزل الشيخ سعيد الحريبي المكون من ثلاثة أدوار، خرج بعدها الشيخ إلى خارج المنطقة، وتجمع بعض شباب القرى للدفاع عن أنفسهم ومنعوا الحوثيين من الاستمرار في انتهاكاتهم ما أدى إلى حدوث اشتباكات، تمركز الحوثيون إثرها في عدة جبال محيطة وقصفوا القرى، ما أدى إلى نزوح السكان منها”.
وفي السياق ذكر شهود عيان :”أن الحوثيين قنصوا بشكل مباشر ثلاثة أطفال، أحدهم عمره 11 عاماً، تم قنصه أثناء حراسته لمزرعة للقات، فيما قُنص طفل آخر بينما كان يرعى الأغنام، وقُنص الطفل الثالث كان ينقل ماء من البئر فوق الحمار”.
وكان الحوثيون قد اقتحموا قرى الحيمة عصر الأربعاء 27 ديسمبر2017، وفجروا مسجد قرية الحدالي كما قاموا بتفجير منزل المواطن “عبدالله هزاع ناجي” في نفس القرية.
ممارسات بشعة
يذكر أن المليشيا تمركزت في المناطق المرتفعة في منطقة الحيمة، ونصبت فيها مدافع الهاون والرشاشات المتوسطة والثقيلة والقناصين، ناهيك عن الدبابات بغرض القصف العشوائي لكل مساكن المنطقة ، الامر الذي تسبب بقتل ثلاثة مواطنين من أبناء المنطقة، كما أصيب 13 مواطناً بينهم امرأة و 8 اطفال.
كما مارست المليشيا أبشع صور الحصار لهذه المنطقة، والذي تمثل في منع دخول المواد الغذائية و تقييد حركة المواطنين داخل القرية وإجبارهم على البقاء في المنازل، ومنعهم من الصلاة في المساجد، وإغلاق المنطقة بالكامل، ومنع اسعاف الجرحى وبث الذعر والخوف بين المواطنين.
ونتيجة لقصف المليشيا للمنطقة تضررت 4 منازل بشكل كلي إضافة إلى تضرر جزئي للمنازل المجاورة.
كما أن المليشيا اعتقلت8 أشخاص من قرية الشقب، و 3 أشخاص من قرية الفودعية، و 3 أشخاص من قرية الخمس، و3 أشخاص من قرية وادي عريق ليكون المجموع 20 شخصاً في حالة اخفاء قسري، حيث لا يعرف أماكن اعتقالهم، ولم تقتصر مليشيا الحوثي على القتل والتهجير والاعتقال، بل اقدمت على تفجير منزلين احدهما للشيخ سعد الحربي والآخر لـ محمد احمد سرحان بواسطة عبوات ناسفة بحسب شهود عيان.
تدمير التعليم والصحة
وركزت المليشيا قصفها على المنشآت الصحية والتعليمية في المنطقة، مما تسبب في إحراق الوحدة الصحية في المنطقة واتلافها بشكل كامل، إضافة إلى قصف مدرسة عقبة بن نافع بالأسلحة الثقيلة وتدمير أجزاء منها .
كما أقدمت مليشيا الحوثي على نهب ممتلكات خاصة لمواطنيين من الحيمة حيث تم الاستيلاء على 4 سيارات ودراجتين نارية، والاعتداء على مزارع المواطنين، وقامت بتعطيل مضخات مياه الشرب، ولم تكتفِ المليشيات بذلك بل قامت بزراعة الالغام في المناطق والجبال والطرقات المحيطة بالمنطقة لتمنع دخول أو خروج المواطنين من وإلى المنطقة والذي يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الانساني واتفاقيات جنيف الاربع.