نسمع هذه العبارات في جميع المناسبات الدينية، والأفلام السينيمائية التى تتناول قصة الرسالة الإسلامية، وما كان عليه حال شبه الجزيرة العربية قبل نزول الإسلام، لاسيما مكةن إضافة إلى المشهد المتكرر دائمًا، مشهد طواف الكفار حول الكعبة المشرفة، متمتمين بكلمات غير مفهومة بالنسبة لنا، بل وربما لا نستطيع أن نسمعها جيدًا، وكل ما تلتقطه الأذن جملة واحدة “نحن غرابا عك”، دون أن نعلم معناها، أو المقصود منها.
كلمات أنشودة كاملة: “نحن غرابا عك عك..عك إليك عانية..عبادك اليمانية..كيما نحج الثانية ..لبيك اللهم هبل..لبيك يحدونا الأمل..الحمد لك..والشكر لك..والكل لك..يخضع لك..لبيك اللهم هبل”.
ويعود أصل الجملة، إلى أنه كانت هناك قبيلة يمنية اسمها “عك”، يقصد أهلها الكعبة كل عام للحج، وكانوا يرسلون عبدين أسودين يطوفان حولها وينشدان“نحن غرابا عك”، أى “نحن عبدا قبيلة عك”، إذ كانوا يطلقون قديمًا على العبد شديد السواد كلمة “غراب”، حسبما ذكرت صفحة “جروب تاريه بدون تشويه”، على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك.
ثم يرد أهل القبيلة على العبدين أثناء طوافهما “عك إليك عانية”، أى أن القبيلة جاءت إليك “خاضعة”، ثم “عبادك اليمانية”، أي الذين جاءوا من اليمن، “كيما تحج الثانية”، أى أنهم جاءوا ليحجوا مرة أخرى.