سبتمبر نت”
ارتفعت حدة الانتهاكات التي تقوم بها المليشيا الحوثية ضد خصومها في العاصمة صنعاء وبقية المناطق الخاضعة لسيطرتها منذ انقلابها على الشرعية في سبتمبر 2014م, وزادت حدة الانتهاكات منذ اغتيال الرئيس السابق صالح بداية ديسمبر الجاري.
فمنذ انقلابها على الدولة في 2014م, قامت باعتقال وتهجير الآلاف من المدنيين المعارضين لها, (سياسيون, إعلاميون, أكاديميون, رجال مال وأعمال) لم يسلم من بطشها إلا من كان مساند لها وموافق لسياستها حتى الساكتين عليها لم يسلموا من شرها فاختطفت العشرات وزجت بهم في سجونها, لأن العقيدة الإمامية للمليشيا الانقلابية التي لا ترى الحكم إلا ما عليها في الحكم وتبقيه محتكراً عليها.
بداية ديسمبر الجاري اشتد سعار المليشيا وأوغلت في القتل والتنكيل والنهب بحق أنصار وموالين للرئيس السابق بعد اغتياله من قبل المليشيا, فعملت على (قتل, اعتقال, مطاردة, تشريد, تهجير, إحلال, إقصاء من مؤسسات الدولة), نهب واحتلال للعديد من المؤسسات والمقرات التابعة لحزب المؤتمر وأنصار الرئيس السابق.
تصفية خمسة أشخاص وتمثل بجثثهم
كشفت خمس عائلات يوم الثلاثاء الفائت, أن الحوثيين قاموا بتصفية أبنائهم بعد أن قدموا من محافظة حجة لمناصرة الرئيس السابق صالح بصنعاء أثناء مواجهاته مع مليشيا الحوثي الإيرانية مطلع ديسمبر الجاري, وبحسب موقع “العاصمة” فإن ميليشيا الحوثي اتصلت بهم، الأربعاء الماضي، وقالت لهم إن “أبنائكم جثث في مستشفى العسكري بصنعاء” دون تقديم المزيد من التفاصيل.
وقالت المصادر إن العائلات انتقلت إلى العاصمة صنعاء وتفاجئن بوجود جثث أبنائها مقطوعة الرأس, موضحين أن مليشيا الحوثي أبلغتهم العثور على أبنائهم جثث في صنعاء, كما أن الحوثيين ألزموا الأهالي بسرعة دفن الجثث وقدموا 50 ألف ريال لكل عائلة من أجل دفن الجثث، دون فتح تحقيق أو تقديم معلومات إضافية, فيما يتهم الأهالي مليشيا الحوثي بتصفية أبنائها والتمثيل بجثثهم.
كما قامت المليشيا بتصفيات جماعية بحق أنصار الرئيس السابق وموالين له في العديد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها.
افتتاح سجون جديدة
بعد أن حولت المليشيا الحوثية العاصمة صنعاء إلى سجن كبير يسيطر على ساكنيه الخوف والقلق من المصير المجهول الذي ينتظرهم من هذه المليشيا, قامت بافتتاح العديد من السجون السرية إضافة إلى السجون السابقة التي تجاوزت المائتين سجن بحسب “إحصائيات حقوقية” وتتركز في مباني سكنية ومدنية وحولت العديد من المساجد والجامعات والمدارس ومباني المؤسسات الحكومية إلى سجون لمناوئيها.
وبحسب تقرير لمنظمة” سام” للحقوق والحريات فإن أبرز المساجد التي حولتها المليشيا إلى سجون هي مسجد “حذيفة بن اليمان” في منطقة حزيز جنوب العاصمة، ومسجد “الخلفاء الراشدين” بحي النهضة شمال صنعاء، مؤكدين أن الحوثيين يحتجزون داخلها عشرات المختطفين من الموالين للرئيس الراحل، ويقومون بترحيلهم على دفعات إلى أماكن مجهولة.
وأغلقت المليشيا الحوثية احدى الجامعات في منطقة السواد بحزيز جنوب العاصمة,و تحتجز بداخلها قيادات سياسية وعسكرية من الموالين لصالح.
اعتقالات
تستمر حملات الاعتقالات والإخفاء القسري من قبل المليشيا الانقلابية للعديد من الناشطين والسياسيين وقيادات عسكرية ومدنية منذ انقلابها على الشرعية في 2014م, واشتد سعارها وجنونها في اعتقال واختطاف مناوئيها بعد اغتيالها للرئيس السابق صالح بداية ديسمبر الجاري, واختطفتهم إلى جهة مجهولة.
ويتواجد في سجون المليشيا الحوثية الاف المعتقلين منهم قيادات سياسية وعسكرية وإعلامية , ومدنيين, وكشفت قيادية في حزب المؤتمر الموالي لصالح “نورا الجروي” التي وصلت مؤخرا الى مأرب فراراً من بطش مليشيا الحوثي, لقناة العربية ” أن الميليشيات الحوثية قتلت أكثر من 2000 قيادي وعضو في المؤتمر الشعبي بعد اغتيال الرئيس السابق في الرابع من ديسمبر، وأشارت إلى اعتقال واختطاف أكثر من 3 آلاف آخرين، مصير الكثير منهم مجهول.
وتنظم “رابطة أمهات المختطفين” وقفات احتجاجية في مختلف المحافظات لمطالبة المليشيا الحوثية بإطلاق سراح ابنائها المختطفين في سجونها, وتؤكد الرابطة ان حياة المختطفين في خطر في سجون المليشيا حيث تمنع المليشيا الزيارات وادخال الطعام والدواء لأبنائها داخل السجون.
نهاية حتمية تنتظر المليشيا
بعد أن فقدت المليشيا الحوثية البيئة الحاضنة والكثير من المناصرين والغطاء السياسي وعملت على مخاصمة الداخل والخارج وزادت من حدة السخط الشعبي عليها, وأصبحت موقنة بنهايتها المأساوية التي باتت وشيكة وتتحرك بوتيرة متسارعة من خلال تقدم الجيش الوطني في مختلف الجبهات والانهيارات المتوالية في صفوفها, تعمل وبكل جهد على تحصين مواقعها وبناء المتارس والخنادق في أطراف العاصمة صنعاء, خوفاً من تقدم الجيش الوطني ودخوله صنعاء, خصوصاً بعد التقدمات الميدانية المتسارعة في البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء في نهم .
وأكد سكان محليون أن المليشيا الحوثية عملت على تحويل منازل ومباني سكنية الى مخازن أسلحة وتكديس السلاح في المناطق الأهلة بالسكان لتستخدم السكان كدروع بشرية, وبحسب شهود عيان فإن المليشيا تقوم بحفر خنادق وسط الأحياء، وتخزن أسلحة في مقرات تابعة لها ومؤسسات احتلتها عقب اجتياح صنعاء، خصوصاً في مناطق الحصبة ومذبح والجراف واحياء مختلفة وسط العاصمة.
تشويه سمعة جامعة صنعاء وانهيار النظام التعليمي فيها
رفضت الهيئة الإدارية لنقابة أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم في جامعة صنعاء القرارات الصادر من مجلس الجامعة, بعد قيام المليشيا الحوثية باعتماد اكثر من 200 أكاديمي في الجامعة بطريقة مخالفة للقانون ولأشخاص لا يحق لهم التعين في الجامعة بسبب مؤهلاتهم المتدنية.
وأصدرت الهيئة الإدارية لنقابة أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم في جامعة صنعاء, بيان لها برفض التعيينات التي قام بها نائب وزير التعليم العالي في حكومة الانقلاب.
وحذرت النقابة من انهيار منظومة التعليم الأكاديمي في الجامعة في حال تم اعتماد هذا الكم الهائل من الموظفين دون مراعاة الاحتياج ولا المؤهلات, مؤكدة أن هذه الأعمال تؤدي الى انهيار سمعة الجامعة وفقاً لمعايير الجودة والاعتماد الأكاديمي.
ودعت النقابة جميع اعضاء هيئة التدريس والموظفين في الجامعة الى رفض كل ما صدر من مجلس الجامعة, كونه فاقد للشرعية, وتطالبهم بالوقوف ضد هذه المهزلة انتصاراً لجامعتهم وحمايتها من العابثين باللوائح والقوانين, محملة مجلس الجامعة المسؤولية عن أي قرار يصدر من رئيس الجامعة يخالف القوانين واللوائح.
ونشبت خلافات حادة بين ادارة كلية التربية الموالية للحوثيين وإدارة الدراسات العليا بجامعة صنعاء حول رسوم الدراسات العليا, بعد محاولة المليشيا الاستيلاء على الرسوم الدراسية لطلاب الدراسات العليا, حيث يتم توريدها عبر البريد ليتم صرفها كرواتب لأعضاء هيئة التدريس في الجامعة, إلا أن المليشيا تصر على توريد الرسوم عبر البنك لتقوم بنهبه على حساب أعضاء هيئة التدريس.
وبحسب “العاصمة” فإن المليشيا علقت الدراسات العليا في كلية التربية حتى إشعار آخر, بحجة توريد الرسوم للبنك المطلوب, وكان مدير الدراسات العليا بالجامعة قدم استقالته على خلفية تصرف المليشيا, فيما عملت المليشيا العام الماضي على رفع رسوم الدراسات العليا لسد العجز المالي في الجامعة, الا انها عادت لتنهبه.
وتتفاوت تكاليف الدراسات العليا من تخصص إلى آخر، ليصل بعضها إلى 8000 دولار أميركي في بعض التخصصات مثل كلية الحاسوب، فيما فرضت عمادة كلية طب الأسنان 6000 دولار، و3000 لكلية الطب والعلوم الصحية، وكلية الزراعة 2000 دولار، وكليتي الإعلام والشريعة 1500 دولار.
نهب أموال المواطنين
بعد أن نهبت المال العام واستحوذت على كل مقدرات الدولة تعمل المليشيا الحوثية على نهب ومصادرة اموال المواطنين حيث قامت يوم الاثنين بإصدار تعميم سري على جميع البنوك بتجميد حساب 1223 شخصية ومؤسسة وحقوقية وإعلامية وتجارية.
إلا أن البنك المركزي اليمني أصدر تعميماً يبطل قرار المليشيا ويصفه بأنه”تعميم باطل ويفتقد لأي سند أو أساس قانوني أو مهني”, كما أكد البنك المركزي على عدم جواز التعامل مع التعميم المنسوب إلى وحدة المعلومات المالية بالبنك المركزي اليمني فرع صنعاء، لأنه “كتب تحت تهديد وهيمنة المليشيات الحوثية الانقلابية”.
وتوالت ردود الأفعال تجاه إعلان مليشيا الحوثي للحجز التحفظي لأموال المواطنين معتبرين هذه الأفعال هي نهب وسرقة لأموال المواطنين, ونددوا بهذه الأعمال وبالممارسات التعسفية التي ترتكبها المليشيا الحوثية بحق المواطنين.
فقد وجهت الحكومة الشرعية مذكرة رسمية إلى المبعوث الاممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ حول عمليات استيلاء المليشيا على ممتلكات مناصري الشرعية والرافضين للمشروع الإيراني في المنطقة
وعبر وزير الإعلام معمر الإرياني عن قيام المليشيا بهذه الخطوة عبر حسابه الرسمي “تويتر” مليشيا الحوثي بعد أن سرقة الاحتياطي النقدي للدولة المقدر 5،2 مليار دولار تصدر تعميم لجميع البنوك التي تحت سلطتها بالتحفظ على حسابات رجال الدولة والمسئولين والشخصيات الوطنية في الشرعية،تأكيدا لكونها مليشيا نهب ودمار ومؤشر واضح على قرب نهايتها.